تمر اليوم الذكرى السادسة لانتهاء العمليات العسكرية في ناحية جرف الصخر شمالي محافظة بابل، عندما أعلن رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي انتهاء العمليات العسكرية وفرض السيطرة على كافة مناطق البلدة والقرى المحيطة بها، ورغم ذلك ما يزال سكان البلدة البالغ عددهم أكثر من 80 ألف نسمة؛ مشردين بالمخيمات ومعسكرات النزوح، في أكبر عملية تهجير جماعي للسكان منذ عام 1967 على يد الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين
وفي هذا الإطار أقر مسؤول عراقي في قيادة العمليات المشتركة بالعاصمة بغداد بعدم إمكانية دخول القوات النظامية نفسها إلى البلدة وذلك في رده على سؤال تقدم به مرصد أفاد حيال مستقبل البلدة وريفها وعشرات الآلاف من سكانها المشردين بالمخيمات
ووفقا للمسؤول ذاته؛ فإن ستة فصائل عراقية مسلحة منضوية ضمن هيئة الحشد الشعبي؛ تتقاسم النفوذ على البلدة وضواحيها وتمنع دخول حتى القوات العراقية النظامية إليها منذ سنوات، وهذه الفصائل هي: كتائب حزب الله، والنجباء، وجند الإمام، والطفوف والخراساني والعصائب، إلى جانب فصائل أخرى أقل منها عددا، بعد أن حولت مدارس المنطقة ومراكزها الصحية والمباني الحكومية؛ مقاراً لها، فضلا عن منازل المواطنين وأملاكهم الخاصة
ويؤكد المصدر في حديثه لمرصد أفاد، وجود معسكرات اعتقال وسجون سرية في المنطقة، تستغلها الفصائل المذكورة لأغراض تجارية وأخرى ممنوعة
لقد قامت تلك الفصائل في الثالث عشر من مايس الماضي، بعدة مناورات بالذخيرة الحية بإشراف مستشارين إيرانيين، كما أعادت تلك المناورات في الثامن من تموز الماضي، مع الإبقاء على نقاط حراس وتفتيش على الحدود الإدارية لجرف الصخر من جهة الفارسية وصنيديج والباج والقراغول وبحيرات الأسماك والرويعية
لقد تأكد لنا وجود معسكرات اعتقال سرية داخل جرف الصخر، حيث قامت تلك الفصائل المسلحة بتحويل مبنى زراعة جرف الصخر وإعدادية جرف الصخر لمراكز اعتقال خارج إطار القانون يتبع ميلشيا كتائب حزب الله والنجباء، هذا بالإضافة إلى وجود أدلة على قيام فصائل أخرى مثل العصائب وجند الإمام بإدارة أنشطة تتعلق بزراعة المخدرات داخل المنطقة
وبحسب معلومات حصل عليها مرصد أفاد، توجد في جرف الصخر مقابر جماعية يعتقد أنها تخض أهالي البلدة ذاتها، بعضها موجود في بساتين نخيل الحجي عبد الجنابي وبيت عواد، وبعضها الآخر موجود في مناطق أخرى
وعقب الضربات الأمريكية في مارس الماضي التي استهدفت مواقع تابعة للحشد، قامت تلك الميلشيات بمناقلة لمواقعها حيث تبين وجود صواريخ وأسلحة ثقيلة، كما تم رصد تردد مسؤولين إيرانيين على البلدة خلال الفترة الأخيرة
وتشير المعلومات التي حصل عليها المرصد، أن تلك الميلشيات تركز أنشطتها العسكرية في منشأة 190 في منطقة البهبهاني ومنشأة البتروكيمياويات ومصفى النفط في الفاضلية ومنشأة القعقاع في جهة الإسكندرية
ومنذ نكبة التهجير في 2014 وإلى اليوم، يتوزع أهالي جرف الصخر على عدة مخيمات رئيسية، يعانون فيها من سوء التغذية والإهمال الطبي، ما أدى إلى وفاة نحو 3 آلاف شخص بينهم أكثر من 400 طفل دون سن الثانية عشرة، وأبرز تلك المخيمات هي بزيبز في عامرية الفلوجة، ومخيم عربد في السليمانية، إضافة إلى بقعة نزوح لهم جنوبي بغداد تضم عشرات العوائل
وفي الوقت الذي يضع مرصد أفاد هذه الأرقام المَبنية على رصد ميداني دام لأكثر من أسبوع عبر مجموعة من الناشطين المتطوعين وعنصرين أمنيين أحدهم جنرال في استخبارات الجيش العراقي ضمن قاطع محافظة بابل، أمام الرأي العام، فإنه يذكر بأن ملف جرف الصخر لا يتعلق باحتلال مدينة وانتزاعها من سيطرة الحكومة العراقية، بل بتغييب المئات من أبناء المنطقة ذاتها قبل المعارك وخلالها، لا يعرف لهم أي أثر لغاية الآن باستثناء مقطع فيديو من عدة دقائق يظهر عملية إعدام ميدانية لعدد من القرويين بملابسهم العربية البيضاء من أهالي المنطقة على يد المليشيات المنضوية ضمن الحشد الشعبي، في عملية استهداف طائفية واضحة تتطابق مع اشتراطات القانون الدولي في توصيف جرائم الحرب
كما أنه يذكر بمدن أخرى ما تزال محتلة من قبل المليشيات المسلحة، في مخالفة صريحة للدستور والقانون العراقي وكل الأعراف والقيم الأخلاقية والإنسانية؛ وخلافا لما تعهد به رئيس الحكومة العراقية السيد مصطفى الكاظمي في برنامجه الحكومي، مثل العوجة ويثرب وعزيز بلد والسعدية والعويسات ومجمعي الصينة والفوسفات وعين فتحي وذراع دجلة والضابطية وإيراهيم بن علي والقناطر غيرها
لقد أكد عدة برلمانيين عراقيين بالإضافة إلى رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، أن هناك فيتو إيرانيا يمنع عودة أهالي جرف الصخر، ليمثل ذلك واحداً من أكثر صور الانتداب الإيراني والهيمنة في العراق من خلال الميلشيات المتنفذة
يطالب مرصد أفاد؛ في العام السادس رفع شعار حق العودة لجميع أهالي البلدة والبلدات المبعد أهلها عنها والمحتلة من قبل الجماعات المسلحة، وأن تأخذ حكومة السيد الكاظمي شعار السيادة الوطنية بلا انتقائية وتطبقه على جرف الصخر كما أعلنت الأسبوع الماضي أنها طبقته في سنجار
كما ويدعو المرصد جميع المنظمات الإنسانية إلى ضرورة الالتفات إلى أهالي جرف الصخر بعد تأكيد تفشي أمراض خطيرة بينهم وخاصة الأطفال وكبار السن، منها التهاب الكبد الفايروسي والصدفية وضعف النمو بين الأطفال وفقر الدم
لايوجد تعليقات