قرى الخازر لا تزال فارغة من أهلها

رغم مرور أكثر من أربع سنوات على استعادة السيطرة الكاملة وفرض النظام بمناطق الخازر التابعة لقضاء الحمدانية شرقي الموصل، إلا أن معاناة آلاف العراقيين من سكان 14 قرية عربية في مناطق الخازر ما تزال متواصلة وتتفاقم بشكل يهدد مستقبل أجيال كاملة من أبناء تلك المنطقة، حيث تمنع عليهم العودة إلى قراهم من قبل بعض قيادات ومسؤولي قوات البيشمركة الموجودين في المنطقة بدواع وأسباب ما عادت مقبولة

إن الخطوات الإنسانية المهمة التي حققتها حكومة إقليم كردستان تجاه النازحين العرب الموجودين في المخيمات أو المقيمين في مدن الإقليم خلال السنوات الماضية، لا تتناسب مع الإبقاء على حالة النفي القسري لسكان هذه القرى بدون مبرر خاصة مع انتفاء جميع المعوقات السابقة

وتشير الإحصائيات التي حصل عليها “مرصد أفاد”، إلى وجود قرابة العشرة آلاف نازح من تلك القرى يعيشون في مخيمات بعضها لا يبعد عن قراهم سوى أمتار معدودة، وسط أوضاع إنسانية بالغة القسوة تتمثل في غياب أي اهتمام إنساني بهم، بينما أبصارهم ما تزال معلقة بمنازلهم التي تتراءى لهم رأي العين دون أن يجدوا إليها سبيلا

وتؤكد بعض المصادر المحلية في تلك المنطقة أن عددا من قيادات وعناصر قوات البيشمركة التي تسيطر على تلك المناطق تمنع عودتهم بينما سمحت لبعض سكان القرى ذات الأغلبية الكردية من العودة وأيضا بعض العرب ممن تربطهم علاقات مع حكومة الإقليم

وهذه القرى الممنوع سكانها من العودة إليها هي: حسن شامي، سيف دنان، تركماز، اشقلعة صغير، اشقلعة كبير، كويلان، حصار، شيركان، قوبان، منكوبة، الخازر، تل أسود صغير، تل أسود كبير، جمة كور وزنگل

غالبية سكان تلك القرى تسكن حالياً في مخيمات الخازر وحسن شامي، ولا يسمح لهم بالعودة، حيث سبق وأن تحدثت مصادر رسمية في الإقليم أن سبب المنع يعود إلى وجود ألغام غير منفجرة والذخائر غير المنفجرة وتدمير المنازل وغيرها من الأسباب، والتي لا يبدو أنها باتت موجودة اليوم بعد مضي قرابة أربعة أعوام على نهاية المعارك

إن الأوضاع الأمنية في تلك المنطقة تعتبر مستقرة إلى حد كبير، وأغلب أهالي تلك القرى ممن يسكنون المخيمات القريبة يؤكدون ذلك، حيث يُسمح لبعضهم بتفقد منازلهم في تلك القرى دون أن يسمح لهم بالبقاء فيها

ويطالب “مرصد أفاد” حكومة إقليم كردستان والسيد مسعود البارزاني، الأخذ بعين الاعتبار معاناة أهالي تلك القرى، والسماح لهم بالعودة إليها، ولملمة الجراح وإنهاء الملفات المعقدة التي خلفها تنظيم داعش، بما ينعكس إيجاباً على الاستقرار في الموصل وإقليم كردستان العراق بشكل عام

عن الكاتب

Castle
editor

لايوجد تعليقات

أكتب تعليق

Skip to content