نفذت جماعات مسلحة تنتمي للتيار الصدري، هجوما مسلحا على ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية العاصمة المحلية لمحافظة ذي قار جنوبي العراق، مساء الجمعة، مستخدمة أسلحة خفيفة ومتنوعة، وهراوات وزجاجات حارقة، على مرأى من قوات الفوج الأول في الشرطة المحلية وقوة تابعة لوحدة التدخل السريع الثالثة ومفرزة استخبارات الناصرية بالتزامن مع الذكرى الأولى لمجزرة الناصرية في الثامن والعشرين من نوفمبر 2019، والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من المتظاهرين، على يد قوات حكومية ما تزال لغاية الآن السلطات العراقية في بغداد تماطل بتقديم الجناة إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل
ورغم مضي قرابة 25 دقيقة من تجمع المسلحين قرب الساحة وأمام قوات الأمن منتظرين تعزيزهم بمسلحين آخرين بسبب الحشد الكبير الموجود من متظاهري ومعتصمي الساحة، إلا أن قوات الأمن العراقية لم تحرك ساكنا ولم تحاول أن تعزز انتشارها أو تحول دون وصولهم للمتظاهرين العزل
ووثق مرصد “أفاد”، شهادة طبيبة في مستشفى الحبوبي العام وناشطين في المدينة وعنصر أمن من قوة المقر، بدت جميعها متطابقة بالحديث عن حيثيات الهجوم، ووجوه المهاجمين، وتظهر الشهادات المتحصلة استشهاد 6 عراقيين بينهم شاب دون الثامنة عشرة، وجرح 74 آخرون لغاية الآن، وتؤكد شهادات الطب العدلي أن الضحايا قتلوا بواسطة إطلاق نار، حالتان منها عن قرب
كما تظهر الإصابات طعنا بالسكاكين والضرب بالعصي والتعمد في الإيذاء بمناطق حساسة كالوجه وأسفل البطن
وأكد مسؤول من قوة المقر التابعة لقيادة شرطة ذي قار أن الهجوم كان يمكن تفاديه إذ استغرق تجمعهم نحو 25 دقيقة قرب الساحة قبل الهجوم وكان حمل السلاح من قبلهم مع صور زعيم التيار الصدري والهتافات العدائية واضحة ضد المتظاهرين
لكنه أكد أن أي أوامر بالتحرك لم تصدر للشرطة أو باقي التشكيلات الأمنية لحماية المتظاهرين، ويبدو ذلك الكلام مطابقا لمراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة أيضا في المنطقة
إن مرصد أفاد يرى في صفحة مهاجمة أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، للمتظاهرين أحد أبرز وجوه التواطئ الحكومي مع قوى سياسية فاعلة في البلاد، ويمكن أن تندرج ضمن مساعي انتخابية مبكرة لاجهاض أي مسعى لحراك سياسي شبابي مدني في البلاد
ويطالب المرصد حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أولا بالتخلي عن مسرحيات اللجان التحقيقة الوهمية التي امتازت بها حكومته وباتت غطاءً للقتلة والمجرمين، وأن يلتزم بتعهداته في حماية المتظاهرين والإعلان عن ملابسات إزهاق أرواح المدنيين العزل على يد مليشيات مسلحة تتجول تحت غطاء الدولة والنظام السياسي في البلاد
لايوجد تعليقات