على مدى الأشهر الستة الماضية من عُمر “أفاد”، حرص الزملاء والزميلات أعضاء المرصد في بغداد ومدن عراقية عدة، على الاستمرار بعملية التقصي والمتابعة لأبرز القضايا الأخلاقية والإنسانية في العراق، على الرغم من تأخر انطلاق الموقع الرسمي للمرصد، لأسباب عدة أبرزها فنية تتعلق بجائحة كورونا وما ترتب عليها من تأخر إكمال الأوراق الرسمية لتسجيل المرصد، بشكل رسمي في العاصمة النمساوية فينا، وصعوبة عقد الاجتماعات الدورية بشكل أسبوعي بين الأعضاء والاكتفاء بالاجتماعات الافتراضية.
يعترف أعضاء مرصد أفاد بأنهم لم يكونوا يتوقعون هذا النجاح السريع في عملهم منذ الحملات الأولى التي تم إطلاقها عبر منصتي “تويتر”، و”فيسبوك”، حيث لاقت اهتماما كبيرا من وسائل الإعلام العراقية المحلية والعربية وحتى الأجنبية، وحققنا بعد نحو شهرين أول تواصل مع جهات أممية أيضا.
إن قرار إنشاء مرصد أفاد كان وليد حاجة ملحة بوجود جهة مستقلة لا تنتمي لأي حزب، أو حركة، أو كيان سياسي، أو ديني، أو اجتماعي، أو إعلامي، تتولى البحث والتقصي والنشر بقضايا ذات بعد إنساني تتعلق بالانتهاكات والجرائم التي حصلت وما تزال بشكل يومي في العراق، بدون ميل أو مجاملة أو تكتم أو محاباة لطرف دون آخر مع إعلان الانحياز التام منذ البداية للمواطن.
ومن هذا المنطلق نجح المرصد الذي انطلق من بغداد في الثلاثين من سبتمبر العام الماضي، في أولى حملاته الخاصة بمخيمات النازحين واستمرار حياة النزوح رغم مرور أكثر من 5 سنوات على استعادة المدن من سيطرة تنظيم “داعش”، وما يتعرضون له من انتهاكات مروعة داخل تلك المخيمات.
كما قام بحشد الرأي العام في العراق ولفت الأنظار إلى مأساة النازحين والدور الذي تلعبه الجماعات المسلحة في السيطرة على مدنهم، تبعتها حملات استقصائية عديدة أسهمت في إطلاع الرأي العام العراقي على جانب كبير مما لا يجرؤ الإعلام المحلي على تناوله مثل ملف المقابر الجماعية وجريمة الفرحاتية في محافظة صلاح الدين، وملف احتلال جرف الصخر، وجريمة مقبرة الإسحاقي، والتهجير القسري لقرى الخازر مرورا بملف الانتهاكات المروعة في السجون العراقية، والانتهاكات والقمع الذي تعرض له ناشطو ومحتجو جنوب ووسط العراق، واعتداءات ساحة الحبوبي في الناصرية وصولا إلى ملف رفات ضحايا الموصل، والمماطلة بقضية التعويضات في المدن المدمرة شمال وغربي ووسط البلاد.
لقد استطاع المرصد من خلال حملاته على مدى الأشهر الماضية من إعادة الحياة لملفات وقضايا إنسانية سعت قوى سياسية وجماعات مسلحة لطمسها أو تحريف الحقائق بشأنها، والإبقاء على أصابع الاتهام موجهة نحو المجرم والمتورط الحقيقي.
إن هذا المنبر الجديد لمرصد “أفاد”، الذي سيكون رديفا لمنصاته على “تويتر” و”فيسبوك” وقناة تلغرام، يقف خلفه نحو 40 باحثا وصحفيا وناشطا من مدن عراقية مختلفة يعملون جميعا على تقصي المعلومات والحقائق والرصد الميداني ليكون الصوت الذي يُسمع عندما يسكت الآخرون، والمعلومة الأدق عندما تضطرب الأخبار، والصورة الأوضح من رحم المكان لملفات وقضايا ذات طابع إنساني وحقوقي بالدرجة الأولى.
مرصد أفاد
لايوجد تعليقات