6 سنوات على مذابح الموصل: السلطات تُعاقب الضحايا بالتجاهل
يستذكر العراقيون عامة وأهالي مدينة الموصل على وجه التحديد بمثل هذا اليوم عام 2015، جريمة إعدام أكثر من ألفي مواطن من أهالي محافظة نينوى على يد مسلحي تنظيم “داعش”، في واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية التي نفذها التنظيم عقب اجتياحه البلاد منتصف عام 2014.
وأصدر تنظيم “داعش”، بمثل هذا اليوم السابع من آب/ أغسطس 2015 قوائم بأسماء 2070 مواطنا عراقيا من أهالي محافظة نينوى وغالبيتهم من مدينة الموصل، تم تثبيتها على جدار دائرة الطب العدلي وسط المدينة، تضمنت أسماء ضباط في الجيش العراقي السابق، وحقوقيين وصحافيين وناشطين، ورجال دين ومرشحين في الانتخابات وعاملين في مفوضية الانتخابات وأساتذة جامعيين وتربويين ومن كلا الجنسين، إضافة إلى أفراد ومنتسبين من قوات الأمن العراقية، جرى إعدامهم ودفنهم في أماكن متفرقة بضواحي الموصل أبرزها ما تعرف حاليا بحفرة الخسفة والتي ما زالت تحوي رفات مئات الضحايا لغاية الآن.
جاء إعلان التنظيم بعد مطالب ذوي الضحايا بمعرفة مصير أبنائهم الذين اختطفهم بعد احتلاله مدينة الموصل في العاشر من حزيران 2014، وانسحاب قوات الجيش والشرطة وترك الأهالي أمام مصير مجهول.
يؤكد مرصد “أفاد”، أنه في الوقت الذي تجاهلت فيه حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذكرى الأليمة فضلا عن رئاستي البرلمان والجمهورية وقوى سياسية ومؤسسات فاعلة في البلاد، سبق وأن سجلت اهتماما بمجازر وجرائم ثانية للتنظيم في أماكن أخرى من العراق وبحق فئات مختلفة، أن هناك المئات من العائلات العراقية من ضحايا هذه المجزرة ما زالت تنشد العدالة والإنصاف أسوة بالآخرين، وأولها توثيق هذه الجريمة والاعتراف بها رسميا أسوة بجرائم سبايكر وسنجار مثلا، ووضع اليد على نحو 100 مقبرة جماعية أبرزها (حفرة الخسفة) الواقعة في قرية العذبة 20 كم جنوبي مدينة الموصل، والعمل على انتشال رفات الضحايا التي ما زالت موجودة في تلك المقابر وتكريمها بمراسم دفن لائقة وتعويض ذويهم.
وتحدث السيد زهير الأعرجي قائممقام مدينة الموصل لمرصد “أفاد”، عن عدم استجابة السلطات الاتحادية في بغداد، لمناشدات الأهالي بشأن انتشال الضحايا من حفرة الخسفة حيث لقي أغلب ضحايا المجزرة الجماعية فيها حتفهم. وبين أن التقارير المتوفرة لديهم تؤكد وجود أكثر من ألفي ضحية في هذه المقبرة قتلوا على يد مسلحي تنظيم “داعش”.
بالمقابل عزا مدير عام دائرة صحة نينوى فلاح الطائي سبب عدم اتخاذ إجراء تجاه المقابر الجماعية لضحايا التنظيم المنتشرة حول مدينة الموصل إلى افتقار المحافظة لأجهزة الـ(DNA )، متحدثا عن وجود 111 مقبرة إلى الآن ما زالت لم تفتح من قبل السلطات ويتجاوز عدد ضحايا مقابر داعش آلافا من أهالي الموصل.
يطالب مرصد “افاد”، السلطات العراقية في بغداد بالنظر بعين المساواة إلى الملفات الحقوقية والإنسانية وتشكيل لجنة على غرار لجان شكلت بجرائم مماثلة، تعمل على إنصاف ذوي الضحايا أولا عبر شمولهم بقانون 20 لعام 2009 المتعلق بتعويض ذوي ضحايا الإرهاب وشمولهم بمرتبات تقاعدية، والعمل على توثيق أسماء الضحايا وإكرام رفاتهم في مقابر لائقة.
لايوجد تعليقات