مئات العائلات العراقية على الحدود السورية التركية: أزمة إنسانية مركّبة
#عراقيون_عالقون_بسوريا
تتصدر مأساة المئات من العائلات العراقية الموجودة في مخيمات ومعسكرات نزوحٍ بمحافظة إدلب وضواحيها شمال غربي سوريا على الحدود مع تركيا، تتصدر الملفات الإنسانية الأكثر تعقيدا في المنطقة التي تشهد موجة غير مسبوقة من الفقر وانتشار الأمراض وتراجع الدعم الأممي المقدم لها.
على مدى الأسابيع الماضية، تلقى مرصد “أفاد”، عدة مناشدات من عائلات عراقية تنحدر من مناطق بغداد وكركوك وديالى وبابل وواسط والأنبار ونينوى ومدن أخرى من العراق مقيمة في مخيماتٍ بمحافظة إدلب السورية (قرب الحدود مع تركيا) ، تناشد بإعادة تذكير حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بضرورة إيجاد حل لها وإعادتها إلى البلاد أو سماح السلطات التركية بإدخالهم بعد إيقاف الأخيرة ذلك منذ حلول جائحة كورونا قبل نحو عامين.
وينقسم العراقيون الموجودون في مناطق شمال غربي سوريا بحسب الظروف التي أوصلتهم إلى هناك، إذ إن غالبيتهم من العائلات العراقية المقيمة في سوريا قبل اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد النظام منتصف مارس/ آذار 2011، حيث تقيم آلاف الأسر العراقية منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 في مدن سورية عدة.
واضطرت الأحداث الأمنية التي عصفت بالبلاد الكثير منهم إلى البقاء في مناطق تحت سيطرة المعارضة طيلة السنوات الماضية، بعد تعذر عودتهم للعراق، وهو الحال المشابه لأوضاع الفلسطينيين أيضا الذين علقوا في خضمّ الأحداث هناك. والقسم الثاني من العائلات الموجودة هي من سكان المدن العراقية التي سيطر عليها تنظيم “داعش”، حيث قرروا النزوح إلى تركيا من خلال عبور الأراضي السورية بعد عام 2014.
بينما يوجد قسم آخر وهم الأقل لعائلات أجبرها تنظيم “داعش”، على النزوح إلى سوريا بعد فقدانه السيطرة على المدن العراقية، حيث تعرض الكثير منهم للقتل نتيجة عبورهم باتجاه مناطق خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية الكردية (قسد)، إما بعمليات قصف من قبل التحالف الدولي أو وقوعهم في مناطق اشتباكات بين تنظيم “داعش”، و(قسد).
وانتهى المطاف بأغلب العائلات العراقية الناجية إلى (اللجوء) والسكن بمنطقة أعزاز على الحدود السورية التركية ضمن المخيم المعروف بمخيم (ايكدا).
أبو محمد وهو معلم متقاعد من أهالي بغداد يبلغ 65 عاما، فضّل منذ عام 2007 العيش في سوريا بعد إحالته على التقاعد، ويقيم في مخيم (ايكدا)، قال لمرصد “أفاد”: إن العائلات العراقية تمرّ بظروف إنسانية قاهرة، مشيراً إلى أن عمليات دفن الضحايا لا تتوقف في المخيم وخارجه.
وأضاف أبو محمد أن “الأسر الموجودة هناك من مناطق مختلفة من العراق، وكل أسرة لها قصتها، وكثير منهم وجدوا أنفسهم عالقين في سوريا بعد سنوات من الإقامة فيها، وآخرون دخلوا بعد اجتياح داعش المناطق، إما لأنهم قرروا العبور إلى تركيا أو بسبب إجبار داعش العائلات على المغادرة من مناطق خسرها”.
وأضاف “للأسف نريد العودة إلى العراق، لكن تم اعتبار كل من في هذا المخيم على علاقة بصفحة تنظيم داعش وهذا غير صحيح على الإطلاق”.
مبينا أن “هناك عوائل قد عادت إلى العراق بعد التنسيق بين الجانب العراقي والتركي عام 2018 لكن ذلك توقف دون معرفة أسبابه، كما أن الكثير انتقلوا للعيش في تركيا أو عادوا منها إلى العراق بشكل طبيعي، حيث سبق أن وافق الأتراك على إدخالهم على شكل دفعات، لكن حلول جائحة كورونا أوقفت كل الإجراءات”.
كما وثق مرصد “أفاد”، وجود نحو 500 عائلة عراقية في مدينة إدلب شمال غربي سوريا في مخيمات طينية، وحصل على شهادات مصورة تؤكد وجود أوضاع إنسانية صعبة في ظل غياب الدعم عن هذه العائلات، وكذلك تجاهل السلطات العراقية كونهم مواطنين عراقيين لاجئين.
يدعو مرصد أفاد الحكومة العراقية إلى تحمل مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية في تسهيل عودة مئات العائلات العراقية العالقة على الحدود التركية السورية، عبر الإجراءات القانونية والأمنية المتبعة من قبلها، ويُذكّر بوجود كبار سن وأطفال بحالة إنسانية سيئة للغاية وبحاجة إلى العلاج والتداوي بينهم أطفال بحاجة إلى رعاية عاجلة.
لايوجد تعليقات