تداولت مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، مقطع فيديو لعائلات عراقية قرب سجن التاجي شمال العاصمة العراقية بغداد وهم يفترشون الأرض قرب الأسوار الخارجية للسجن في ظروف غير إنسانية بانتظار السماح لهم بزيارة ذويهم المعتقلين، ما يؤكد من جديد على كارثية الوضع الإنساني في السجون العراقية وافتقارها لأبسط المعايير الإنسانية والحقوقية.
وأوضح المقطع نوم العائلات وبينهم أطفال خارج أسوار السجن منذ الليل قبل ساعات من مواجهة ذويهم، بما يخالف الأعراف الدولية، وبطرق لا تمتُّ إلى الأخلاق السوية بصلة فضلاً عن خرقها للإجراءات القانونية، وهو أمر يثير كثيرا من الأسئلة عن مطابقة تلك الإجراءات لالتزامات الحكومة العراقية بالمعايير الدولية المعمول بها والتي تفرض توفير أجواء مقبولة لتلك المقابلات، رغم قصر وقتها وتباعد أزمانها من قبل تلك الإدارات وفقا لشهادات عديدة وصلت مرصد أفاد.
وأكد تلك الشهادات التي تمت باتصالات مباشرة لأعضاء المرصد مع عدد من ذوي المعتقلين -وتم التحقق من صدقيتها- إلى أن إدارات السجون التابعة لوزارة العدل وخصوصا في سجني مدينة التاجي شمال بغداد والحوت في مدينة الناصرية جنوب العراق، تسمح بزيارة واحدة كل شهر تقريبا وحصريا للنساء والأطفال، وأنها تفرض على أصحاب الزيارات الحضور مبكراً، والانتظار لساعات طويلة، وأن القادم من مناطق بعيدة عن تلك السجون يلزمه السفر قبل يوم والمبيت ليلاً قرب أسوار السجن، هذا إن كانوا محظوظين وتمت المقابلة.
وأوضحت تلك الشهادات أن الأولوية بالمقابلة لمن يدفع رشىً للسجانين مع التأكيد على أن إدخال ملابس أو أدوية لذويهم لا تتم إلا بعد دفع عمولة، فضلاً عن ابتزاز المعتقلين بمبالغ كبيرة نظير اتصال لدقائق معدودة مع أهله في حالات أخرى.
وأشاروا إلى أن هذه الإجراءات زادت من صعوبة مواجهة أبنائهم وأزواجهم، رغم أنها جاءت عقب عام كامل تقريبا من منع المقابلات بسبب فيروس كورونا، وأن أي اعتراض على هذه الإجراءات من المعتقلين تدفع إلى نقل السجين إلى الحجر الانفرادي.
وإذ تبدو الحالة بهذه الفظاعة فإن “مرصد أفاد” يحذر من أن هذه الإجراءات التي تتبعها إدارات السجون تشي بأن الحكومة العراقية على علم بتلك الإجراءات غير الصحية ولا الآدمية في ظل تكدس العائلات جنبا إلى جنب وسط تفشي فيروس كورونا.
كما يدعو المرصد المسؤولين عن ملف السجون في وزارتي العدل والداخلية، إلى تحسين ظروف المعتقلين الصحية وتهيئة مبانٍ ومنشآت مجهزة بكل احتياجات السجناء وفقا للمعايير الدولية، بجانب التحقيق في هذه المعلومات التي تؤشر لانتهاكات جديدة تضاف إلى ما يتسرب في الأشهر الأخيرة من أرقام كارثية عن تفشي الجوع والأمراض وارتفاع عدد الوفيات وإجبار ذوي المعتقلين على توقيع تعهدات قبل تسلم جثث أبنائهم بأن وفاتهم حدثت بظروف طبيعية أو نتيجة مرض عضال وفقاً لتقارير صحية أثبت الصور والمشاهدات أنها مضللة وغير صحيحة.
No Comments